موسكو تهدد برد عسكري وتقني إذا نشرت واشنطن صواريخ متوسطة المدى قرب حدودها

 صعّدت روسيا من لهجتها تجاه الولايات المتحدة، محذّرة من أنها ستتخذ إجراءات عسكرية وتقنية "تعويضية" إذا أقدمت واشنطن على نشر أنظمة صواريخ متوسطة أو قصيرة المدى في مناطق ترى موسكو أنها قد تُهدد أمنها القومي. جاء ذلك في تصريحات قوية أدلى بها نائب وزير الخارجية الروسي، سيرجي ريابكوف، اليوم الخميس، نقلتها وكالة أنباء تاس الروسية.

وأوضح ريابكوف أن موسكو لن تقف مكتوفة الأيدي أمام أي خطوة أمريكية من شأنها الإضرار بالمصالح الاستراتيجية الروسية، مؤكدًا أن روسيا سترد "بشكل مناسب" إذا انتشرت مثل هذه الأنظمة في مواقع قادرة على تقويض توازنات الأمن الإقليمي.

ويأتي هذا التحذير في وقت تشهد فيه العلاقات الروسية–الأمريكية توترًا متزايدًا، خاصة فيما يتعلق بالانتشار العسكري الأمريكي في أوروبا ومنطقة آسيا والمحيط الهادئ.

وجاءت هذه التصريحات بعد تداول تقارير استخباراتية وإعلامية حول تحركات لنظام الصواريخ الأمريكي "تايفون"، القادر على إطلاق صواريخ كروز توماهوك وذخائر بعيدة المدى أخرى.

ورغم أن ريابكوف أكد أن موسكو لا ترغب في تضخيم دلالات هذه التحركات، إلا أنه شدد على أن النظام الأمريكي بات مطوّرًا بشكل كامل، وتم استخدامه خلال تدريبات عسكرية حديثة، وهو ما يثير قلقًا خاصًا لدى روسيا.

وأشار ريابكوف إلى أن وجود نظام "تايفون" في منطقة آسيا والمحيط الهادئ لم يعد إجراءً مؤقتًا أو قصير الأمد، بل أصبح يمثل "إسقاطًا واضحًا للقوة"، على حد وصفه، كما تراه وزارة الدفاع الأمريكية.

وكانت القوات الأمريكية قد أعلنت في 17 نوفمبر سحب أنظمة "تايفون" البرية المتنقلة من قاعدة إيواكوني الجوية التابعة لمشاة البحرية الأمريكية في اليابان، بعد نشرها ضمن تدريبات عسكرية مشتركة مع طوكيو انتهت في 25 سبتمبر الماضي.

وتتشارك روسيا والصين موقفًا متحفظًا إزاء التحركات العسكرية الأمريكية في آسيا والمحيط الهادئ، وقد أعرب البلدان مرارًا عن مخاوفهما من نشر واشنطن أسلحة متوسطة المدى بالقرب من مناطقهما الحيوية، محذّرين من أن هذه السياسات قد تُفاقم التوتر وتُهدد استقرار المنطقة على المدى البعيد.